المجلة | آيـــة |{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَي

/ﻪـ 

{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
أي ما نبدل أو نغير حكم آية، أو نمحها من الذاكرة فنُنسيها حتى لا تُقرأ، إلا أتينا بما هو أنفع للناس منها عاجلا أو آجلا، أو بمثيل لها في النفع، سواء أكان الناسخ أخف أم أثقل وهو ذو ثواب أكثر، ألم تعلم أيها النبي أن الله قادر على كل شيء، ومنه نسخ الأحكام تحقيقا لمصلحة العباد. لما طعن الكفار في النسخ وقالوا: إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزلت هذه الآية. والمراد: ما من آية نمحها من قلبك إلا ونأتي بأفضل منها، وأنفع للعباد: في السهولة أو كثرة الأجر، أو ما يماثلها في التكليف والثواب؛ لأن الله على كل شيء قدير، ومنه النسخ. إن الله يرشد عباده إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر، فكما خلقهم كما يشاء، ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء، ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء، وهو الذي يحكم ما يريد، لا معقب لحكمه، ويختبر عباده بالنسخ، فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى، ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى, فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أخبروا، وامتثال ما أمروا، وترك ما عنه زجروا.

المزيد